مذكرتي العزيزة ؛
اعود لكي هذه المرة بالحزن الاكبر... بالوجع الذي لا يماثله شئ... مات ابي ... توقف قلبه عن النبض في السابع من ابريل الساعة 11:30صباحا و توقف كل شئ جميل في حياتي في نفس ذات اللحظة!
الخميس 5/4/2018 :
كنت اجهز لفرح ابن خالي محمود... الجمعة!
جهزت فستاني و كذلك كلا من إخوتي ... لم ينقصني إلا الحجاب لاشتريه و بعض الراحة من اسبوع عمل طويل و مجهد نفسيا إلى أقصى الحدود لدرجة أدت بي للتفكير الفعلي في ترك وظيفتي في المستشفى و العودة للصيدلية مرة اخرى! كنت شبه مدمرة نفسيا (قبل ان اصبح كليا بعد ذلك) و لكني كنت متعلقة بأمل ان اتحسن قليلا بعد تجمع العائلة في الفرح المذكور.
قررت انني لن اذهب للعمل في ذلك اليوم .. تحركت أمي للمدرسة ونورهان للجامعة و إيمان لعملها هي الاخرى تاركين أياي مع ابي و مع ليان الحفيدة الوحيدة و ابنة إيمان.
لم اخبر احد انني لن اذهب للعمل و لكنه كان قرار مفاجئ و إجازة طارئة... استيقظ ابي ليجدني مازلت نائمة فاخبرته "مش رايحة الشغل النهاردة تعبانة و نقاصني حاجات ناوية انزل اكملها" لم نتناقش كثيرا و لكنه اخبرني انه كان يريد الذهاب للمستشفى و منعه اعتقاده انه الوحيد الجالس مع ليان... " بابا سيبها معايا و انزل شوف وراك اية انا هقعد معاها بس حاول ترجع قبل الساعة 3 عشان الحق انا انزل و متقوليش اتأخرتي"... ارتدى ابي ملابسه و داعب ليان قليلا و انطلق ثم عاد في غضون نصف ساعة .. لم يذهب للمشفى! ذهب للبنك لسحب اموال لغرض لم يخبر احد به و لكنه عاد بلا فائدة نظرا للازدحام الشديد بالطريق و كلمني على الموبايل ليخبرني ان احاول المكوث في البيت اليوم لان الطرق مزدحمة .. " اشتري الايشارب من اي محل قريب مش لازم تركبي مواصلات... انا معرفتش اوصل حته الناس كلها في الشارع عشان اجازات المسيحيين و اعياد الربيع... بابا هركب مترو متقلقش .. انتي مبتعرفيش تقولي حاضر... براحتك يا هبه"
لم اقتنع بنصيحته تركته مع ليان يداعبها بكل الحب الذي يمكن ان يحمله هذا الكوكب الصغير و نزلت و عدت خائبة الرجاء لم اجد ما ابحث عنه.
الجمعة 6/4/2018
استيقظنا جميعا و نحن على اهبة الاستعداد للفرح .. دار نقاش سريع بين ابي و امي و ايمان ان كان سيحضر زوجها الفرح ام سيمنعه عمله عن ذلك... لن احكي لكي عزيزتي هذا النقاش و لكن لتعلمي جيدا انه من خلاله علمت كم الحب الذي يكنه ابي لابنتخ الكبرى و كم الحنان و الحكمة التي لم ادركها إلا بعد أن رحل.
لبسنا نحن الاربعة و انتظرنا ابي ليكمل لبسه يعدنا ثم رحلت انا و ايمان و نورهان مع عمرو زوج ايمان و تركنا ابي و امي يأتيان بعدنا خوفا من ان نتأخر على الزفة... و للصدفة وصل ابي قبلنا لمكان الفرح بنادي شرطة الجزيرة و كلمني هاتفيا ليطمئن اين نحن " ها بقيتوا فين... في اشارة ميدان التحرير يا بابا الدنيا واقفة انتوا فين .. لا احنا لسة في ميدان ابن سندر على مهلكوا"
علمت بعد ذلك انه خاف ان يخبرنا انه وصل حتى لا نتعجل الطريق
وصلنا جميعا و حضرنا الزفة .. انتظرنا دخول العروسين... ناوليني طبق المكسرات... تعالوا نتصور سيلفي.... بابا بص معانا في الصورة .. محدش مركز معاكي... سوسن تعالي نرقص slow .. بابا انا ممكن ارقص معاك بدل ماما... لا انتي رقصتك معايا يوم فرحك... لم تعلم انك لن تحضره يا حبيبي
بابا قطعة الجاتوة دي كبيرة اوي فين دوا السكر... انا انهاردة اكل اللي انا عايزه... حد عايز رومي!
يارب كيف رحل ! حزن و ليس سخط على قدرك و قضائك لا نقول الا ما يرضيك يا الله انا لله و انا اليه راجعون
يكمل....
اعود لكي هذه المرة بالحزن الاكبر... بالوجع الذي لا يماثله شئ... مات ابي ... توقف قلبه عن النبض في السابع من ابريل الساعة 11:30صباحا و توقف كل شئ جميل في حياتي في نفس ذات اللحظة!
الخميس 5/4/2018 :
كنت اجهز لفرح ابن خالي محمود... الجمعة!
جهزت فستاني و كذلك كلا من إخوتي ... لم ينقصني إلا الحجاب لاشتريه و بعض الراحة من اسبوع عمل طويل و مجهد نفسيا إلى أقصى الحدود لدرجة أدت بي للتفكير الفعلي في ترك وظيفتي في المستشفى و العودة للصيدلية مرة اخرى! كنت شبه مدمرة نفسيا (قبل ان اصبح كليا بعد ذلك) و لكني كنت متعلقة بأمل ان اتحسن قليلا بعد تجمع العائلة في الفرح المذكور.
قررت انني لن اذهب للعمل في ذلك اليوم .. تحركت أمي للمدرسة ونورهان للجامعة و إيمان لعملها هي الاخرى تاركين أياي مع ابي و مع ليان الحفيدة الوحيدة و ابنة إيمان.
لم اخبر احد انني لن اذهب للعمل و لكنه كان قرار مفاجئ و إجازة طارئة... استيقظ ابي ليجدني مازلت نائمة فاخبرته "مش رايحة الشغل النهاردة تعبانة و نقاصني حاجات ناوية انزل اكملها" لم نتناقش كثيرا و لكنه اخبرني انه كان يريد الذهاب للمستشفى و منعه اعتقاده انه الوحيد الجالس مع ليان... " بابا سيبها معايا و انزل شوف وراك اية انا هقعد معاها بس حاول ترجع قبل الساعة 3 عشان الحق انا انزل و متقوليش اتأخرتي"... ارتدى ابي ملابسه و داعب ليان قليلا و انطلق ثم عاد في غضون نصف ساعة .. لم يذهب للمشفى! ذهب للبنك لسحب اموال لغرض لم يخبر احد به و لكنه عاد بلا فائدة نظرا للازدحام الشديد بالطريق و كلمني على الموبايل ليخبرني ان احاول المكوث في البيت اليوم لان الطرق مزدحمة .. " اشتري الايشارب من اي محل قريب مش لازم تركبي مواصلات... انا معرفتش اوصل حته الناس كلها في الشارع عشان اجازات المسيحيين و اعياد الربيع... بابا هركب مترو متقلقش .. انتي مبتعرفيش تقولي حاضر... براحتك يا هبه"
لم اقتنع بنصيحته تركته مع ليان يداعبها بكل الحب الذي يمكن ان يحمله هذا الكوكب الصغير و نزلت و عدت خائبة الرجاء لم اجد ما ابحث عنه.
الجمعة 6/4/2018
استيقظنا جميعا و نحن على اهبة الاستعداد للفرح .. دار نقاش سريع بين ابي و امي و ايمان ان كان سيحضر زوجها الفرح ام سيمنعه عمله عن ذلك... لن احكي لكي عزيزتي هذا النقاش و لكن لتعلمي جيدا انه من خلاله علمت كم الحب الذي يكنه ابي لابنتخ الكبرى و كم الحنان و الحكمة التي لم ادركها إلا بعد أن رحل.
لبسنا نحن الاربعة و انتظرنا ابي ليكمل لبسه يعدنا ثم رحلت انا و ايمان و نورهان مع عمرو زوج ايمان و تركنا ابي و امي يأتيان بعدنا خوفا من ان نتأخر على الزفة... و للصدفة وصل ابي قبلنا لمكان الفرح بنادي شرطة الجزيرة و كلمني هاتفيا ليطمئن اين نحن " ها بقيتوا فين... في اشارة ميدان التحرير يا بابا الدنيا واقفة انتوا فين .. لا احنا لسة في ميدان ابن سندر على مهلكوا"
علمت بعد ذلك انه خاف ان يخبرنا انه وصل حتى لا نتعجل الطريق
وصلنا جميعا و حضرنا الزفة .. انتظرنا دخول العروسين... ناوليني طبق المكسرات... تعالوا نتصور سيلفي.... بابا بص معانا في الصورة .. محدش مركز معاكي... سوسن تعالي نرقص slow .. بابا انا ممكن ارقص معاك بدل ماما... لا انتي رقصتك معايا يوم فرحك... لم تعلم انك لن تحضره يا حبيبي
بابا قطعة الجاتوة دي كبيرة اوي فين دوا السكر... انا انهاردة اكل اللي انا عايزه... حد عايز رومي!
يارب كيف رحل ! حزن و ليس سخط على قدرك و قضائك لا نقول الا ما يرضيك يا الله انا لله و انا اليه راجعون
يكمل....