Thursday, 24 December 2015

شباك غرفتي


أجد متعة غريبة في ان اطل صباح كل يوم من شباك غرفتي على ذلك المشهد !
برغم من انه الوحيد في بيتنا الذي لا يطل على الشارع الذي يعج بالمارة و حركة السيارات و المدارس ، و رأى الجميع في اسرتي ذلك عيباً ابعدهم عن اختيار تلك الغرفة ، إلا انه ما أهلها لتكون غرفتي :)
أحن للماضي كما لو كنت أعيش فيه ، كما لو انني آتية من زمن آخر ، أختلف عن جميع زملائي المواكبين للعصر !
أعشق البيوت القديمة ، بل أعشق كل ما هو قديم و اتمنى ان اقتنيه يوماً ما !
يوماً ما كان يسكن تلك الفيلا اشخاص عاديون ، تحيط بهم الحديقة بدلاً من اكوام الخردة ! يبدأون يومهم بشرب الشاي في تلك النافذة ثم ينطلقون للخروج مع جيرانهم في الفيلا المجاورة قبل ان تتحول لمجموعة من الأبراج الشاهقة ! كان الجميع يعرف الآخر ، كان الترابط  موجود حتى لو لم يظلل عليه الود!
اليوم أقطن بعمارتي فيما لايقل عن أربع سنوات لا اعرف من الجيران إلا قليلاً !
اشجار شارعنا اكتست باللون الرمادي بدلاً من الأخضر بسبب عوادم السيارات ، و احتل الضجيج و الصياح محل الهدوء بسبب المدارس و حركة السير !
يوماً ما سأخترع آلة تعيدني للوراء حيث اقف في بلكونة تلك الفيلا و انظر إلى شباك غرفتي الموجود من عدم !
دمتم ودودين مع الماضي ، مرفقين بحالنا الحاضر ! دمتم سعداء :)

2 comments:

  1. لحظات جميلة عندما يعود الغنسان بعقله لأماكن كانت تدب فيها الحياة ولكن سيطر عليها أشباح الموت بقى منها حجرها وضاع روحها ورنوقها
    فمن المؤكد ان يوم تمما الفيلا كانت هى العروس أما الان أصبحت منسية إلا من إنسانة تراها وتحدث نفسها بها
    سلم قلمك ويا رب توصلى لالة الزمن طبعا حلم لن يتحقق ولكن جميل أن نفكر فيه

    ReplyDelete
    Replies
    1. سلم مرورك تسعدني تعليقاتك و وجودك الدائم ، دمت سعيداً ، شكراً لحضرتك جداً

      Delete