" العصفورة قالتلى "
هى ليست مزحة او دليل على ان كل العصافير قد تحولت اى ببغاءات و لكنها الجملة الشهيرة التى تطلقها امى قبل اعلان احد اسرارى التى لا يعلمها احد!
لطالما انشغل ذهنى اثناء اليوم الدراسى بالبحث عن تلك العصفورة ؛ فعندما تخبرنا المعلمة ان " الفتنة اشد من القتل " لا يتطرق سواها الى ذهنى ؛ معلنةً حرباً باتت محسومة ، فلست انا المخطئة باحتفاظى ببعض الاسرار " التى كان اقصاها شراء الايس كريم او تقليد احد المدرسات " و لكنها المخطئة بافشائها .
و عند الوصول الى مرحلة الفسحة ، كنت افضل البعد عن ارض الأعداء " الاشجار " فلم اكن بلهاء للانتقال بمفردى الى ساحتهم الخاصة مهديةً لهم الفوز المحسوم ؛ و لم اكن كأى طفلة تحب العصافير و تداعبهم بقطع الخبز الجافة و لكننى كنت انظر اليهم على انهم جواسيس و عملاء!
و عند العودة الى المنزل انطلق من مهمة مراقبة العصافير الى مهمة مراقبة امى منتظرة لحظة مقابلتها مع العميلة السرية التى طالما افشت باسرارى، و مع نومى احرص على غلق النوافذ منعاً لتسربها الى الداخل .
و ساقنى خيالى الطفولى الى تجنيد بعض العصافير و الارسال بهم كفئة مندسة و لكننى فشلت فى ذلك ايضا فلم اجنى شيئاً سوى ضياع مصروفى الخاص على شراء الحبوب لاطعامها .
و مع التقدم فى السن اختفت تلك العصفورة من حياتى ، معتقدةً انها قد لقت حتفها اثر وباء انفلونزا الطيور ، و لكنها مازالت احدى ابطال الطفولة المجهولين!
No comments:
Post a Comment