Monday, 7 January 2019

ماذا أريد؟!

لا أريد أمالًا عريضة، بل أود آمالًا عميقة، تنغرس في الأرض وتمكث..
لا أريد أن أكون أنثى فاتنة الجمال، بل أود أن أكون راضية عن جمالي، شديدة النظافة، بسيطة الإدام، خفيفة الموطئ، نسيمة الرائحة..
لا أريد أن أكون أنثى باهظة الأنوثة، بل أريد أن أكون عاقلة، راجحة العقل، وأصيلة..
لا أريد أن أكون أمًا خارقة، بل أم محبة عطوف متقبلة، غامرة المشاعر والعقل..
لا أريد لسانًا طلقًا، ولا قلمًا بليغًا، بل أود الصدق، وهو خير مما يجمعون..
لا أريد أثوابًا باهظة ولا دولابًا متكدسًا، بل ثوبين مريحين فضفاضين خفيفين، وحجاب لا يتزحزح من هجمات ليان وركلاتها التي تصل لوجهي..
لا أريد أن أكون فاحشة الغنى، بل أود أن أقضى حاجاتي الأساسية باقتصاد، وأجود بالمال على كل من ارتجى فيّ شيئًا..
لا أريد تاريخًا شخصيًا مثيرًا، ولا شهرة تجوب الآفاق، ولا اسمًا يلمع من على بعد، بل أود أن أتعلم، وأتعلم و أتعلم فلا ينقضي يوم إلا وقد تعلمت، ثم أموت موتًا جميلًا سريعًا..
لا أريد أن أتخلص من ألمي ولا أن أنساه، بل أريده أن ينبت شيئًا جميلًا، ويفتح فيّ عالم أرحب وأوسع..
لا أريد أن أكون رحالة أزور المعالم السياحية الملفتة، بل أود أن أسافر سفرًا خفيفًا غير ملفت، في مزارع لم يسمع عنها أحد، وشوارع بكر لم يطرقها غريب قبلي، وأقابل نساء خجلات مندهشات من وجود نساء غيرهن في هذا العالم..
لا أريد أن يبقى معي من أحب، بل أريد أن أتقبل كل الخسارات الفادحة بنفس راضية، وعيون جافة وأحتفظ بالامتنان للزمن الجميل الذي جمعنا على ضفافه..الامتنان للحظات المؤلمة قبل الحلوة..والإمتنان أن تقاطع زمانان، وصنعا شيئًا جميلًا..
وكل ما قبل الأخيرة قد يهون، إلا الأخيرة مرّة ..

No comments:

Post a Comment