Friday 26 August 2016

افترقنا

افترقنا.

-لماذا؟ كنتما ثنائي متكامل جميل !

يا صديقي لا أحتمل ذكاءها المفرط، كم كنت أود أن أشعر بحاجتها لي لتعرف الجواب، كم كنت أود أن أشعر أنها طفلتي !

 لكنها كانت تعرف ما أعرفه و أجهله، تعرف أجوبة كل الأسئلة، لا تهزم في نقاش أياً كان، تشغلها أبحاثها العلمية عني و ما أن نجتمع و أقول لها "أحكي" تبدأ بسرد المعلومات العلمية التي التهمها عقلها في الأيام الماضية آنذاك كنت أحس بأنني مرتبط في ويكيبيديا!
كل ليلة تحلم في آسر قلبها اينشتاين أو ملهمتها ماري كوري، و قد تهمل رسائلي اللامعدودة و المليئة بالخوف عليها لأنها فقط كانت تعيد قراءة كتاب يوتوبيا للمرة العاشرة بعد المليون، اسألها ما حلمك فتجيب: "ياااه بالطبع أن أمتلك مختبرا علمياً مجهزا بأحدث التقنيات و أن أفوز بجائزتي نوبل للكيمياء مراراً و تكراراً"

طيب ماذا عني أنا؟ هل أنا مسودة في سلة نفايات مكتبها؟ أم نظرية علمية مهترئة تم دحضها؟ كيف كان علي أن أكسب ودها؟ أأقول لها أني لا أنام إلا على صوت الانشطار و علاقاتي الفاشلة قبلها كانت مع التوربينات و أني وقعت بغرامها منذ الكيلو واط الأول؟، لم أكن أحس إلا بكوني ضئيلا أمامها فقد تفوقت علي حتى في مجالي، كان استمرارنا سيبقيني ذليلا؛ لذا افترقنا!

-كيف افترقتما؟

صرختُ في وجهها يوماً: كفّي عن ذكائك بحق كل ما هو مقدس لديك، تظاهري بالجهل، اسألي و لو مرة واحدة فقط، تحامقي، قدمي معلومات خاطئة عن مسألة ما!  فرحلت!

" أريدهُ  يحارب بي ، لا أن يحاربني ! لا يخاف نجاحي و إن تفوّقت عليه."

Sunday 14 August 2016

الفرحة المؤقتة


من أسوأ ما مريت به الفترة الأخيرة هو الفرحة المؤقتة 
يعني اول مرة افهم معنى ( تطلع لسابع سما و بعدها تقع على جذور رقبتك ) 
المشكلة ان مع بداية الفرحة بتبدأ توقعاتنا تزيد بشكل عالي قد يكون مبالغ فيه ، الأمل بيزيد بزيادة ! و بعدها لو وقعت هتنزلي عن المعدل الطبيعي فبالتالي هيأتي دور الأحباط و الأكتئاب و كل الحاجات اللي بتكدر حياتنا بشكل مبالغ فيه 
انا نفسي حالياً منزلش لتحت اوي لمرحلة الاكتئاب انا عايزة ارجع الوضع الطبيعي مش عايزة الفرحة بزيادة انا عايزة بس ارجع لحالتي الطبيعية تاني 
يارب ! 



لماذا اقدم تنازلات ؟!

في الفترة الاخيرة على الأخص الاسابيع القليلة الماضية، قدمت تنازلات أذيت بها نفسي أكثر من أي شئ آخر !
قدمت تنازلات عندما خضعت لرأي ابي في رفض العمل الذي اخترته و لم اتناقش معه بشكل كافٍ حتى انه عندما وافق بعد ايام من مناقشاته مع امي كان العمل قد ذهب لغيري ! اضعت فرصة قد لا اعوضها ثانيةً بسبب عدم قدرتي على الصبر ... بسبب تنزلي عن حلمٍ طالما اردته
قدمت تنازلات حينما اقحمت نفسي في مشوار جواز الصالونات ... ليس كمبدأ و لكن هؤلاء الاشخاص الذين قمت بمقابلتهم و بهم من العيوب ما يحطم كل ما تخيلته عن رجل احلامي ... اعطيت لهم فرصة و تنازلات لم يستحقوها بالمرة ... فعاقبتني نفسي على ظلمي لها بوجعٍ أليمٍ لم اتمنى  يوماً ان امر به

لماذا يظنون اني مازلت صغيرة ... و حينما ابدأ في اقناعهم اني رأيت فيهم من العِبر ما يجعل عمري مائة عام ... يظنون اني ابالغ كاذبةً !
كيف احررك ايتها الفتاة من تلك القيود النفسية ... و كم اشفق عليكِ ايتها النفس من قلبٍ و عقلٍ ارهقوكِ بشكل مبالغ فيه
كل شئ مبالغ فيه ... ذلك الشاب ذو الشعر الابيض و الافكار التشاؤمية مبالغ فيه ... أراء أبي و خوفه علي مبالغ فيه ... رجائي لعيني ان تكف عن البكاء الآن مبالغ فيه ... قلب امي وحبه  لي مبالغ فيه
 فقدت بصيص الأمل الذي انار داخلي خلال الفترة السابقة... الذي ساعدني على البقاء ... أطفئته في تلك الأرواح الخاوية التي ازالت عني نور الحياة ...كم اكرهكم يا سارقي املي ...كم اكره تلك التجارب الاخيرة ... هؤلاء الاشخاص الذين تركوني موجوعة للغاية ... اكرهم رغم تلك الدروس التي ستعلق بذهني للأبد !
يارب من لي سواك ...