Thursday 24 January 2019

ليتك معي!

اليوم...
تقدّم أحد زملائي بالعمل لخطبتي بشكل رسمي!
كان يبدو أعجابًا منذ فترة و لكنني كنت اتجاهل ذلك تمامًا و أنكره حتى أمام ذاتي... رفضت بدون أسباب و أنا أعلم أن ذلك سوف يسبب له الكثير من الضيق... أعلم انه شخص جيد على جميع المستويات... أعلم أنه سوف يكون أب و زوج صالح في المستقبل... أعلم أن عائلته مناسبة تمامًا للانصهار مع عائلتي...
و لكنه تقليدي للغاية... شخص عادي فقط... راتب مميز سيارة لطيفة مسكن عائلي مجهز لأستقبال قراره بالزواج...
لن أستطيع... أسفة على ذلك... لا أريدك! لا أريد شخصًا عاديًا... لا أريد حياةً عادية!
اليوم تمنيت أن تكون هنا!
آخبرت أمي بما حدث... حصلت على الكثير من الملامة و التأنيب على ما فعلته... "من دماغك يا هبة... قرارك ده مش صح... الولد كويس جدًا... فيه حد تاني طيب... عرفيني لو لسة بتفكري في حد تاني! طيب فيه أمل يا بنتي و لا وجع قلب على الفاضي" ... جلست في المطبخ بجانبها و صوت المسجل يعبأ المكان بقرآن يتلوه شعيشع!
سورة يوسف... المعجزات هي الواقع المجهول!
لا نقاش... استمع إليها فقط و أنا على ثقة كاملة من قراري... لم اتناقش و لو بكلمة... لم أجيب... أنهيت ذلك الكلام المرتجل منها لأكمل سماع شعيشع بعبارات متتالية... "ماما مش سلق بيض.. مش عايزاه... مش بحبه... مش هكون نسخة منك و من إيمان و من بنت خالي و من ناس كتير حياتهم العادية خليتهم فاكرين ان هم و بس اللي صح... مش هتقبل اعيش مع واحد مش طموح يا ماما مش فنان...مش بيحب الموسيقى مش بيقرأ كتب هوايته الفرجة على التلفزيون... مش هيحبني يا ماما صدقيني... هو فاكر أنه بيحبني... بس أنا مزيج من الحاجات دي... الحاجات اللي هو مش بيحبها! "
أعتقد انني لم أقنعها..." ربنا يهديلك مخك اللي تعبك و تعبنا معاه يا بنتي"!
هل صحيح أنهم متشابهون، أم أن غيابك فقط هو الذي يجعلهم يبدون هكذا ؟
اليوم تمنيت أن تكون هنا!
ذهبت في نزهة بمفردي لمكتبة ديوان... تعثرت بكتاب" الله" للعقاد... حملته دون تفكير و اتجهت إلى الحديقة الملحقة بالمكتبة... ألتهمت ذلك الكتاب و أعجبت به كثيرًا... سوف أضيفه إلى قائمتي المفضلة... كل ما رشحته لي أصبح في قائمتي المفضلة!
ليت كل شئ يعود!

1 comment:

  1. ربنا يرزقك بالزوج الى فى مخيلتك والحياة التى تتمنيها
    وفى النهاية النصيب هو من يلعب لعبته مع القدر ⚘

    ReplyDelete